يجب ألا نخلط هنا بين عمليات إعادة التأمين بالمعنى المشار إليه، وفكرة المشاركة في التأمين حيث أن المشاركة في التأمين تضع كل مشترك في عملية التأمين أمام مسئوليته بصفة مباشرة مع المؤمن له وذلك في حدود معينة في مبلغ التأمين الكلي، وتوزع التعويضات طبقاً لنسبة مبلغ تأمين كل شريك تأميني إلى المبلغ الكلي للتأمين المتفق عليه والذي على أساسه تم تحديد التزام المؤمن له بدفع أقساط معينة والذي على أساسه أيضاً تتم التعويضات وفي حدوده.

أسباب إعادة التأمين:
لماذا تقوم شركات التأمين بإعادة التأمين؟
1. الحماية:
حيث ترغب شركات التأمين في التخفيف من عدم التأكد من حدوث الخسارة، حيث أن الهدف الأساسي من التأمين ابتداءً هو توفير الطمأنينة وراحة البال، وتسعى شركة التأمين أيضاً للحصول على الطمأنينة والحماية ويتوافر ذلك من خلال إعادة التأمين.
2. التوازن والاستقرار:
تستخدم شركة التأمين إعادة التأمين أيضاً لتجنب التقلبات في تكلفة المطالبات، إذ أن هذه التكلفة تتأثر بالظروف الاقتصادية والاجتماعية، وبحدوث الكوارث الطبيعية وبالمصادفات أيضاً، والتي لا تستطيع شركات التأمين السيطرة عليها ولذلك تلجأ شركات التأمين إلى إعادة التأمين من أجل أن تحافظ على توازن واستقرار أرباحها خلال العام الواحد ومن عام إلى آخر.
3. زيادة الطاقة الاستيعابية:
إن الطاقة الاستيعابية هي الحد الأقصى للمبلغ الذي تستطيع شركة التأمين أو إعادة التأمين الاكتتاب به دون تعريض هامش ملاءتها المالية للخطر.
وتضطر شركات التأمين في كثير من الأحيان قبول تأمينات تفوق قيمتها الحد الأقصى لطاقة الشركة الاستيعابية، ولذلك تلجأ شركة التأمين إلى إعادة التأمين لزيادة طاقتها الاستيعابية، فتقبل الأخطار الكبيرة الحجم وهي مطمئنة لأن معيد التأمين سيقبل إعادة تأمين ما يزيد عن طاقتها.
4. توفير الحماية ضد الكوارث:
تتعرض شركات التأمين أحياناً إلى خسائر كبيرة الحجم تنتج عن الكوارث الطبيعية، أو الانفجارات الكبيرة في المصانع، أو عن كوارث الطيران، وتوفر إعادة التأمين حماية ضد مثل هذه الكوارث من خلال تحملها معظم الخسائر.
أساليب إعادة التأمين:
يوجد أسلوبان رئيسيان لعمليات إعادة التأمين هما: (إعادة التأمين الاختياري، إعادة التأمين الاتفاقي).
1. إعادة التأمين الاختياري:
إن إعادة التأمين الاختياري هي إحدى أساليب إعادة التأمين التي تستخدم عندما تتجاوز المبالغ المطلوب التأمين عليها حدود الطاقة الاستيعابية لشركة التأمين التي تقوم بالاكتتاب، وتجري عملية إعادة التأمين هذه لكل حالة على حدة، حيث تقوم شركة التأمين بمراسلة عدد من معيدي التأمين للحصول على موافقة وسعر مناسب للتغطية المطلوبة. ولا تكون شركة التأمين في هذا النوع من الإعادة ملزمة بإسناد التأمين المطلوب تغطيته إلى معيد تأمين معين، ولا يكون معيد التأمين ملزماً بالموافقة. ولكن عندما يتم الاتفاق بين معيد التأمين وشركة التأمين يصار إلى توثيق هذا الاتفاق.
مساوئ إعادة التأمين الاختياري:
1. عدم التأكد من إمكانية الحصول عليه حيث أن معيد التأمين غير ملزم بقبول التأمين الذي تعرضه عليه شركة التأمين، وخصوصاً إذا كانت نتائج نوع التأمين المطلوب إعادته سيئة بالنسبة لمعيدي التأمين.
2. التأخير إذ أن شركة التأمين لا تستطيع أن تصدر وثيقة التأمين المطلوبة فوراً، بل عليها الانتظار لحين ورود موافقة معيد التأمين عليها.
2. إعادة التأمين الاتفاقي:
يعني إعادة التأمين الاتفاقي أن شركة التأمين التي يتم التأمين لديها في بادئ الأمر تقوم بإسناد جزء من هذا التأمين إلى معيد التأمين الذي يتوجب عليه قبول ما يسند إليه من تأمين، وذلك بالطبع بموجب اتفاقية تعقد بين شركة التأمين ومعيد التأمين.
فإذا كان التأمين المسند يقع ضمن شروط الاتفاقية المعقودة، يتم قبوله بشكل تلقائي من قبل معيد التأمين، أي أنه يتم إعادة تأمينه دون مراسلات مسبقة هدفها أخذ الموافقات لكل حالة على حدة.
ويعتمد معيد التأمين فيما يتعلق بإعادة التأمين الاتفاقي على قرارات الشركة المسندة في الاكتتاب أي قبول أو رفض التأمينات التي يطلبها طالبو التأمين.
وقد تقوم شركة التأمين المسندة بقبول تأمينات بأسعار وشروط غير مناسبة، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج سلبية بالنسبة لمعيد التأمين، فيضطر معيد التأمين في مثل هذه الحالة إلى إلغاء الاتفاقية المعقودة مع الشركة المسندة للتأمين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Search

إجمالي مرات المشاهدة

Blogroll

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مرحبا بكم ... أتمنى أن تستفيدوا

آخر المواضيع

Get it here
إقرأ المزيد http://www.condaianllkhir.com/2012/08/like-tweet-google-plus.html#ixzz34dNxtNuK