إن التسيير الأمثل لا يكفي وحده لتوازن العمليات في نشاط التأمين, و لذا
يفرض المشرع على هيئات التأمين تكوين احتياطات, فهي في صالح المؤمن لهم من جهة و
تسمح للمؤّمنين بالبقاء و المحافظة على وضعيتهم في السوق.
و تتشكل هذه الوقاية عبر وسائل داخلية و التي تتمثل في مختلف الاحتياطات الفنية, و اللجوء
إلى وسائل خارجية كالتأمين المشترك و إعادة التأمين 

-1 الوسائل الداخلية:
* الاحتياطات:
على شركات التأمين أن تحتفظ بأموال احتياطية لمواجهة الالتزامات المستقبلية أو
المطالبات التي قدمت لها و لم يتم تسويتها أو تسديدها, و يمكن حصر مختلف الاحتياطات التي
تحتفظ بها عادة هيئات التأمين و هي:
أ- احتياطات الأخطار السارية:
إ ن إصدار شركة تأمين للوثائق يكون على مدار السنة, بحيث تصل هذه الأخيرة إلى
نهايتها في حين نجد وثائق التأمين لم تنتهي مدتها بعد, فلا بد أن يحتفظ المؤّمن بمبالغ مالية في
مواجهة الأخطار السارية و تشمل الوثائق السارية المفعول في نهاية السنة المالية.
ب- الاحتياطي على التعويضات تحت التسوية :
هي تحدث من خسائر غير متوقعة أو خارقة للعادة, لذا تحتفظ شركات التأمين سنويا
بجزء من أرباحها لتغطية الأخطار التي قد تحدث نتيجة كوارث طبيعية أو ظروف قاسية, و
يطلق على هذا الجزء بالاحتياطي الإضافي .
ج- احتياطي التعويضات تحت التسوية:
يعني هذا النوع من الاحتياطات أ ن المؤّمن مدين إزاء المؤّمن لهم أو المستفيدين من
عقود التأمين, فقد يطالب المؤمن له بالتعويض قبل نهاية السنة و لكن لا يمكن ذلك لأسباب
متعددة منها:
- إجراءات التأكد من حدوث الخطر للمؤمن ضده و إثبات العلاقة السببية المباشرة التي
أدت إلى وقوع الحدث وقتا طويلا, حيث تنتهي السنة المالية دون تحقق ذلك.
- يحدث الضرر في تاريخ قريب من نهاية السنة.
 -  يقيم مبلغ التعويض دون أن يدفع إلى المؤمن له.
و لهذا تجعل شركة التأمين تحتفظ باحتياطي التعويضات تحت التسوية, و يقدر مبلغ الاحتياط
بالنسبة لكل متضرر, أما في حالة ما لم يتم تقسيم الخسارة بعد تأخذ بعين الاعتبار عوامل
ترتبط بوقوع الحادث و مدى أحقية المؤمن له في التعويض.
د- الاحتياطي الحسابي :
و هو عبارة عن المبالغ التي تقابل التزامات شركته التأميني إزاء المؤمن لهم مقيمة
بطريقة رياضية طبقا لجداول الوفيات و معدلات الفائدة, و يخص في هذا النوع من الاحتياطي
التأمين على الحياة, و لها الأخير نوعان, التأمين في حالة البقاء و التأمين في حالة الوفاة. و منه
فلاحتياطي الحسابي هو تلك الزيادة التي يقبضها المؤمن في السنوات الأولي من عقد التأمين أو
الجزء الذي يدخر للمؤّمن له, و قد يكون إجماليا أو فرديا, فلاحتياطي الإجمالي يمثل ما يحتفظ
به المؤمن لكل نوع تأمين يمارسه, أما الاحتياطي الفردي فهو نصيب كل مؤمن له في
الاحتياطي الإجمالي, و نستطيع القول أن الاحتياطات الحسابية تسمح للمؤمن أن يواجه خطرا
متزايداً بدون أن يغير من قيمة القسط.
-2 الوسائل الخارجية:
إعادة التأمين: قد تجد شركة التأمين نفسها أحيانا أمام طلب التأمين لمخاطر مركزة بحيث أن إمكانياتها
المالية لا تسمح لها بقبوله, و حتى لا تضيع متعامليها تحتفظ بجزء في حدود طاقتها و تحول
الباقي إلى شركات تأمين أخرى أو إلى عدة شركات, و بالتالي توزع الخطر على عدة مؤّمنين,
و يطلق على هذه العملية " بإعادة التأمين" تسمى شركة التأمين الأولى بالمؤمن المباشر, بينما
تلقب الشركة التي أعيد التأمين لديها بشركة إعادة التأمين.
و ينظم العلاقة ما بين المؤّمن الأصلي و شركة إعادة التأمين عقد يسمى " عقد إعادة التأمين" و
هو ذلك العقد الذي به يتنازل المؤمن إلى شخص آخر هو معيد التأمين بكل أو بجزء من
الأخطار المؤمن عليها, بحيث أن المؤمن يبقى المسؤول الوحيد أمام المؤمن له, هذا الأخير لا
تربطه علاقة مباشرة بمعيد التأمين. و تتنوع طرق عمليات إعادة التأمين  أهمها :
أ- الطريقة الاختيارية: فهو عقد مستقل, ففيه يعالج كل عملية على حدة فيقدم المؤمن الأصلي قصاصة بعدد
معيدي التأمين تحتوي على جميع تفاصيل الخطر( القسط, مبلغ الاحتفاظ...), و عند توقيعها من
طرف معيد التأمين الأول معينا نسبة القبول المرغوب فيها, و يعاد العملية عدة مرات إلى أن
يمتص كل المبلغ المعروض.
و بالرغم من أن هذه الطريقة تعالج عقود التأمين بصفة مستقلة إلا أن إجراءات تنفيذها تأخذ
وقتا طويلا قد يعرض المؤمن المباشر إلى خطر وقوع الحادثة.
ب- إعادة التأمين بالاتفاقية:
يقوم المؤمن المباشر بعقد اتفاقية مع معيد أو أكثر للتأمين حيث يوافق الطرف الأول
على التنازل عن عمليات التأمين الداخلة في حدود الاتفاقية و يوافق الطرف الثاني على قبول
هذه العمليات, و هنا تسير الأمور بشكل تلقائي عكس التأمين الاختياري و يأخذ التأمين
بالاتفاقية صورتين و هما:
- الاتفاقية النسبية الحصية
- اتفاقية زيادة الخسارة.
فالاتفاقية النسبية تعني فيها يعاد تأمين جزء من الأقساط بنسبة ثابتة ( تحدد مسبقا), و تطبق على
جميع الأقساط التي يتحملها شركة التأمين, أما اتفاقية زيادة الخسارة فتتحمل شركة التأمين جزءا
معينا من الخسارة و تتحدد النسبة حسب الاتفاقية مسبقا بينما تتحمل ما يزيد عن ذلك شركة
إعادة التأمين.
ج- التأمين المشترك:
يعمل التأمين المشترك على توزيع الأخطار على عدد معين من المؤمنين بنسب متساوية
أو غير متساوية, و هي عملية يقوم بموجبها عدة مؤمنين غير متضامنين بتغطية نفس الخطر
في إطار إبرام عقد تأمين وحيد, و فيه توزع الأخطار بنسب يتفق عليها في العقد في حين
تخول مهمة التسيير و الإدارة من بداية العقد إلى نهايته أو فسخه إلى المؤّمن الرئيسي مقابل
عمولة يتقاضاها هذا الأخير و يسمى المؤمنون الآخرون بالمشاركين في التأمين التابعين للتأمين
المشترك صنفان:
ج- 1- التأمين المشترك بالتراضي:
حيث يقوم المؤمن الرئيسي بمناقشة العقد مع شركائه و يخص الأمر نسبة المشاركة,
شروط الضمان... و بعدها يقيم حصة كل شريك في التعويض لمطالبته بها, و نجد هذا النوع
يناسب أكثر التأمين على الأخطار الجسيمة.
و فيه تحدد الإجراءات و نمادج POOL
 ج2 -التأمين المشترك  مسير من طرف مجمع :

التسيير مسبقا في إطار مجمع التأمين المشترك.

هناك تعليق واحد:

Search

إجمالي مرات المشاهدة

Blogroll

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مرحبا بكم ... أتمنى أن تستفيدوا

آخر المواضيع

Get it here
إقرأ المزيد http://www.condaianllkhir.com/2012/08/like-tweet-google-plus.html#ixzz34dNxtNuK